Translate

Friday, November 14, 2014

البطريرك يوحنا العاشر في الجبل المقدّس

-      في إطار زيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق إلى اليونان، زار غبطته والوفد المرافق الجبل المقدّس آثوس من ٢٨ تشرين الاول إلى ٣ تشرين الثاني حاملًا معه صلاة المؤمنين الأنطاكيين وتحديدًا «صلوات الرهبان في بلادنا وأجراس محبتها» كما عبّر غبطته في كلمته هناك.
-      تعتبر هذه الزيارة سابقة تاريخيّة لبطريرك أنطاكي في التاريخ. وهي زيارة تأكيد للعلاقات الوطيدة الروحية التي تربط بين البطريرك يوحنا العاشر ورهبان الجبل المقدّس وتحديدًا دير القدّيس بولس و رئيسه الأرشمندريت الأب الشيخ برثانيوس.
-      في كارييس، عاصمة جبل آثوس، كان في استقبال البطريرك والوفد المرافق ممثّل البطريرك المسكوني برثلماوس الأول المتروبوليت أبوستولوس وحاكم الجبل المدني والبروتوس الذي يترأس حكومة الجبل المقدّس.
-      في دير القدّيس بولس كان الأرشمندريت برثانيوس وكهنة الدير بملابسهم الكهنوتية ومئات الرهبان (من الدير نفسه وأديار أخرى) ينتظرون بالإنجيل والشموع والبخور لإقامة صلاة الشكر. وقد جرى هذا الاستقبال عينه في سائر الأديار التي زارها غبطته. قال غبطته: «هذا الجبل هو مسبحة صلاة لكلّ المسكونة، وهو في الوقت نفسه واحةٌ تنهل منها الأرثوذكسية من كلّ الدنيا، وقد نهلتُ منه أنا شخصيًا وتعلّمت في دير القدّيس بولس. هذا الجبل بأدياره وبأساقيطه ومناسكه وقلاياته هو معجن اللاهوت بحياة الصلاة. واللاهوتي هو المصلّي والمحب، وهو الذي لا يزدري علمًا يتلقّاه في المدرسة، ولا يزدري تُقًى وصلاةً يراها في الأديار، بل يصل الإثنين في سيمفونية حياته...».
-      في دير اللافرا الكبير، أقدم الأديرةِ الآثوسية الذي أسسه القديس أثناسيوس الآثوسي سنة ٩٦٣، توجّه الجميع إلى الكاثوليكون، كنيسةِ الدير الرئيسية المليئة بالجدارياتِ والأيقوناتِ لإقامة صلاة الشكر والسجود لعود الصليب المقدس ورفات العديد من القديسين.
-      في دير «إيفيرون» استقبله رئيس الدير الأرشمندريت نثنائيل والرئيس السابق باسيليوس الذي استعفى من رئاسة الدير طلبًا للنسك معتزلاً.
-      ومن ثم قصد صاحب الغبطة والوفد الأنطاكي «قلاّية القيامة» التي جدّدَها الأب الأنطاكيّ إسحق (عطالله) وأسس فيها جماعة رهبانيّة نسَكَ معها حتى رقاده هناك سنة ١٩٩٨. كان في استقباله رهبان القلاّية بدون حضور الأرشمندريت إفتيموس الذي اعتزل منذ سنتين في مكان غير معروف من «صحراء» جبل آثوس طلبًا للنسك وهربًا من كثرة الزوار الذين كانوا يقصدونه للاسترشاد. ترأس صاحب الغبطة صلاة الشكر، ثمّ خرجوا إلى الحديقة شرقيّ الكنيسة حيث قبر الأب إسحق وأقاموا خدمة الجناز (التريصاجيون).
-      في دير فاتوبيذي، الأكثر اتساعًا في الجبل المقدّس، كانت صلاة الشكر، ومن ثمّ التبرّك بزنّار السيّدة العذراء وبجمجمة القديس يوحنا الذهبي الفم. بعدها جال الوفد الأنطاكي في متحف الدير الكبير الذي يحوي كنوزًا كنسيةً وافرة، محفوظة بشكل تقنيّ عالٍ، ومنها أناجيل ومخطوطات وأيقونات وأوان كنسية وألبسة ليتورجية.
-      في دير القديس بولس، وفي سابقةً تاريخية لبطريركٍ أنطاكيّ، وضع البطريرك يوحنا العاشر حجرَ الأساس لمبنًى ملاصقٍ لكنيسة الدير ليكون مركزًا لمكتبة ومتحف تُحفظ فيهما كنوز الدير من أيقونات ومَخطوطات وكُتب وأوانٍ كنسيّة قديمة.
-      وفي مساء السبت الاول من تشرين الثاني، كانت السهرانية الاحتفالية بمناسبة عيد القدّيس جيراسيموس التي تميّزت بجمال الترتيل ودقة الترتيب الرهباني. تواصلت الصلوات فوصلت الليل بالنهار لتعلن عن بزوغ فجر قيامة يوم الأحد حين بدأ القدّاس الإلهي برئاسةِ غبطة البطريرك يوحنا العاشر ومشاركة المطارنة وممثلي أديار الجبل العشرين.
-      انتهت رحلة الحج بزيارةٍ لدير سيمونوس بيتراس المُتربِّع كالنسر على الصخرة الشاهقة قُبالة البحر. الاستقبال ثم صلاة الشكر، ثم تبرّك الجميع بكنوز الدير الروحية التي من أهمها يد القدّيسةِ مريم المجدلية. كما زار الوفد مكتبة الدير التي تتميز بغناها.
-      في هذه الرحلة إلى جبل آثوس، حمل غبطة البطريرك يوحنا العاشر أمجاد وآلام أنطاكية، طالبًا من الجميع الصلاة من أجل سوريا ولبنان والعراق وكلّ معذب في المشرق.

No comments:

Post a Comment