Translate

Thursday, September 26, 2013

عبده وازن: أكتب بضمير الأنا الذائبة في الآخر


«غرفة اب» جديد عبده وازن الروائي، بعد كتابه «قلب مفتوح» (وفيه حكى حميمية لحظة مواجهة الموت) هو رواية السير الذاتية كما يُسمّيها وازن، متاملاً فيها معنى أن يصبح المرء أكبر من أبيه في استعادات زمن الأب وصورته، وفي حشد السير بغية حل المشكلة الكبيرة التي أحدثها في حياة الكاتب الغياب الباكر للأب، ليس في المعنى الدرامي أو الوجداني، بل في المعنى الوجودي. مع وازن عن إصداره الجديد كان هذا الحوار:
÷ لماذا هذا العنوان «غرفة أبي»؟ لماذا الغرفة؟ ولماذا الاب؟
} كنت وقعت مرة على عبارة للشاعر الالماني نوفاليس، وهو من أحب الشعراء اليّ، يقول فيها: «لا يشعر الفتى بالأمان إلا في غرفة أبيه». ظلت هذه الجملة عالقة في ذهني، وعندما بدأت كتابة هذه الرواية السير- ذاتية، فكرت بهذا العنوان. وكانت غرفة أبي أصبحت بعد وفاته ببضعة أعوام غرفة لي. لقد ورثتها عنه، لكنني ظللت أسميها باسمه. إننا نحتاج دوما الى الامان الذي تمنحه هذه الغرفة. أمّا لماذا الكتابة عن الأب، فهذا سؤال طرحته على نفسي، بعدما وجدت أنني منساق في كتابة هذه الرواية. ولا أخفيك أنني لطالما أصررت على تجاهل تاريخ وفاة أبي، ولا أدري لماذا. حتى الآن مازلت أصرّ على تناسي هذا التاريخ. وعندما أجريت لي عملية القلب المفتوح اكتشفت أنني أصبحت أكبر من أبي الذي مات شابا بجلطة قلبية. رحت أتأمل معنى أن يصبح المرء أكبر من أبيه، وكان هذا حافزاً لاستعادة زمن الأب وصورته. وانطلقت في السرد من لحظة وقوعي على دفاتر قديمة لي أيام المدرسة، كتبت فيها مقاطع إنشائية بريئة عن الأب. وسعيت في هذه الرواية السيرية أن أحل المشكلة الكبيرة التي أحدثها في حياتي الغياب الباكر للأب، ليس في المعنى الدرامي أو الوجداني بل في المعنى الوجودي. فالكتاب ليس فيه أيّ بعد درامي، بل على العكس هو مليء بالسخرية بكل أنواعها.
÷ سميت كتابك «رواية سير - ذاتية» وكأنه ليس رواية ولا سيرة ذاتية بل هو الاثنتان معاً. ماذا عنيت بهذه التسمية؟
} صحيح هو رواية وسيرة ذاتية في آن واحد. إنه بالاحرى رواية أوتوبيوغرافية، وهذا نوع معروف جداً في الغرب، كما في العالم العربي وإن بمستوى أقل. إنني لم أكتب سيرة في المعنى المتعارف عليه، بل سعيت الى كسر ما يسميه الناقد الفرنسي الشهير فيبيب لوجون، «ميثاق» السيرة الذاتية، معتمداً على المخيلة وعلى تقنيات السرد المختلفة مثل فن الرسالة (إبيستولير)، والمونولوغ أو «تيار الوعي»، والتداعي، ولعبة الفلاش باك من أجل كسر الطابع الكرونولوجي، والسرد داخل السرد، إضافة الى توظيف مفهوم الكتابة عن الاب في سياق الكتاب نفسه. ومع أنّ الكاتب الذي هو أنا يتماهى تماما مع الراوي فهو يتخطاه في أحيان، يسبقه ثم يلحق به. إنها لعبة المدّ والجزر روائيا. أما من الناحية السردية فاعتمدت ما يمكن تسميته التجريب الروائي مشرّعاً مروحة السرد على الكثير من المرويات والشخصيات والوقائع والافكار، دامجاً بين اللحظة السردية واللحظة التخييلية واللحظة الفكرية والثقافية. أنا الراوي هنا هي أنا الكاتب، مضافا اليها الآخر الذي هو الكاتب أيضا.
÷ كتابك السابق «قلب مفتوح» الذي أحببت فيه حميمية لحظة مواجهة الموت، لم تسمّه سيرة ولا رواية، بل تركته بلا صفة. لماذا؟
} كنت سأسميه أيضا رواية سير - ذاتية، لكنني ترددت، مع إدراكي أنه ينتمي الى هذا النوع الادبي. كان هذا الكتاب هو أول تجربة أخوض فيها تجربة السرد الروائي مدموجاً مع معطيات النص المفتوح. لكنني على خلاف كتابيّ السابقين القائمين في حقل النص المفتوح وهما «العين والهواء» و«حديقة الحواس»، عمدت في «قلب مفتوح» الى كتابة عمل يروي ويسرد ويتذكر ويتأمل ويتخيل. هذا الكتاب أعتبره ايضاً رواية سير ذاتية. وقد ترجم الى الفرنسية وسوف يصدر خلال أشهر وقد قال لي الكاتب الفرنسي الذي راجع النص الذي ترجمته مادونا أيوب، إنّه رواية مئة بالمئة. وقال إنّ الرواية اليوم في العالم باتت بلا حدود، حتى أنّ بعض الروايات تكتب اليوم بطريقة الشذرات.
÷ يلاحظ القارئ أنّ روايتك الجديدة قائمة على طبقات عديدة، يشعر أحيانا أنه يقرأ مقاطع من سيرة ومرّة مقاطع روائية ومرّة شذرات حرة ومرّة كأنه يقرأ مراجعة لروايات ونصوص وشخصيات روائية؟ ألا تعتقد أن الطابع البحثي الذي يبرز في الكتاب يؤثر سلبا في قراءة هذه الرواية؟
} هذا سؤال يطاول إشكالية هذه الرواية، ولاسيما في بنائها. وأعترف أنني سألت نفسي كثيرا قبل توظيف البُعد الثقافي أو الادبي في صميم السرد الروائي، إن كان القارئ سيتقبّل هذا النوع من العمل الذي لايخلو من البحث والتركيب والمونتاج، وأساساً كل عمل روائي يقوم على البحث على اختلاف أنواعه. فماذا يعني أن يتناول الراوي، فيما هو يروي سيرته أو حكايته أن يتطرق الى روايات وكتب أخرى ليست غريبة عن روايته هو؟ وما أحب أن أوضحه هو أنني اعتمدت خطين متقابلين أو متوازيين (باراليل) في بناء الرواية السيرية، خط السرد الشخصي والتخييلي عن الاب وخط البحث عن صورة الاب كما وردت في بعض الروايات والسير والكتب. إنها سيرة ذاتية في المعنى الادبي أو الثقافي أيضا. هكذا وردت صورة أباء بعض الكتاب في مرآة نصي الروائي مثل والد كافكا ووالد محمد شكري وسهيل ادريس وادوارد سعيد وجورج باتاي وبول أوستر واورهان باموك وسارتر وجوناثان فرانزن وسواهم ، بالاضافة الى صور بعض الاباء في بعض الروايات ومنها «الاخوة كارامازوف» على سبيل المثل. لقد كان لديّ دائما فضول كبير في البحث عن صور الاباء في الكتب والروايات، كنت أصرّ على معرفة طباع الاب ومعنى الابوة. شخصيا لم أخف من هذا الجانب الادبي أو الثقافي في الرواية لاسيما بعدما نسجته في السياق السردي العام ووظفته توظيفا داخليا وكأنه جزء من اللعبة الروائية. لكنّ ما أخشاه هو موقف القارئ الذي لم يعتد مثل هذه اللعبة أو هذا التناص المقصود.
÷ في معظم نصوصك تستخدم الانا أو الضمير المتكلم وكأنك عندما تكتب النص او الرواية تبدو مصرا على وجود هذا الضمير. ما سر هذا الاصرار؟
} لا أحب الكتابة إلاّ عبر هذا الضمير، وكأنّ ما أكتبه هو كتابة الذات. لا شيء سوى الانا، ليس في المعنى المتضخم والنرجسي المغلق بل في معنى أن تكون الذات مرآة للعالم وللآخر، للواقع والماوراء، للذات الانسانية بكل ما تضج به من الآم وهواجس وجروح وأحلام ... ليست الانا هنا هي محور العالم بل هي محور الذات التي تختصر ذوات الاخرين. إنها الانا الذائبة في الآخر، الأنا المنفتحة على الآخر، إنها الآخر، كما قال رامبو أو المفكر يونغ الذي أقرأه باستمرار. كتبت هكذا وسأواصل الكتابة عبر الأنا حتى لو كان العمل سرديا صرفاً. إنها كتابة الأنا أو الذات.
÷ يبدو كتابك كأنه بحق رثاء لزمن الأب أكثر مما هو رثاء للأب. ماذا يعني لك هذا الزمن، وهل يكتسب أهميته من كونه زمن الأب أم لأنه زمن الماضي الجميل؟
} لا يهمني أن يكون هذا الزمن هو الماضي بحد ذاته، الماضي قائم في كل ذكرياتنا. ما يهمني تحديدا هو زمن الاب بوصفه الزمن السعيد، زمن الأمان والطمأنينة الذي لم يوجد إلاّ في جزء من الطفولة. صحيح أنني عشت بعد وفاة أبي حالاً من الحرية لم يعرفها رفاقي وكنت أتباهى بها، لكنني أذكر تلك اللحظة المأسوية العميقة والعنيفة التي عشتها عند وفاته. هذا ليس كلاما ميلودراميا أو عاطفيا، إنني اختبرت حقا في تلك اللحظة انكسارا قويا برغم طفولتي وأصبت بخوف شديد لم يبارحني لفترة، بل إنني ليلة وفاته تبرّزت في السرير ليلاً، لم أجرؤ على القيام إلى الحمّام. زمن الاب كما أذكر القليل منه، وكما تعرفت اليه في الصور بالاسود والابيض، وعبر ذكريات أمي وبعض أصدقاء أبي الذين رحلوا تقريبا جميعاً، كان جميلاً وبديعاً. إنه زمن الأب الذي لم أعرف منه الا الحنان، لا القسوة ولا القوة ولا التوبيخ. ربما لو ظلّ حيّاً لكانت علاقتي به مختلفة ولسعيت الى قتله مجازاً بحسب مقولة فرويد. أشعر أنّ كل شيء كان جميلا في زمنه. سيارته، البلدة، الطبيعة، المنزل، ساحة البرج التي تصور فيها كثيرا مع أمي، التراموي، شارع الجميزة، مقهى القزاز، التلفزيون الاسود والابيض... كنت أحيانا أقف أمام مكان وقف فيه أبي فأقول: هنا كان يقف أبي. هذا ضرب من السذاجة ربما، لكنه حقيقي. كم كنت أحب لو بقيت ساعة يده أو قنينة عطر «أولد سبايس» أو سيارته... لا شعور عاطفيا هنا ولا ميلودراما، إنها الحقيقة.

مسيحيتي

÷ يحضر الله والمسيح والمسيحية واللاهوت والصوفية والماورائيات بشدة في كتابك، وتبدو جريئا في اعلان افكارك ومناقشة مسيحيتك على عكس بعض الكتاب المسيحيين العرب الذين يتحاشون الدخول في هذا العالم.
} إنني ابن الثقافة المسيحية. هذا ما أعلنه بلا تردد، إنني مسيحي وإن على طريقتي وخارج الكنيسة وعقيدتها. وفي رأيي أنّ المسيح هو في مكان والكنيسة في مكان. أعترف بأنني نشأت نشأة مسيحية صارمة. في طفولتي كنت أخدم القدّاس كل يوم. هذه الامور عالقة في ذاكرتي وفي لاوعيي. أتعجب من بعض الكتاب المسيحيين عندما يقولون إن أهلهم كانوا يقرأون لهم القرآن الكريم في طفولتهم. هذا كلام مجاملة. لا أتصور هذا الامر يحدث في العائلات المسيحية إلاّ نادرا جداً جداً، ربما لدى القوميين السوريين الذين هم فعلاً غير طائفيين. كنّا نقرأ الانجيل وسيَر القديسين. القرآن بدأت قراءته في صفّ الفلسفة ومن بعده نهج البلاغة.
 نحن مجتمع طائفي. هذا ما يجب الاعتراف به. وما يسمى حوارا مسيحيا إسلاميا هو كلام بكلام. عندما يقترب المتحاورون من جوهر العقيدة المسيحية مثل التثليث والتجسد وجدلية الاب والابن فإنهم يتوقفون كما لو أمام جدار. والاسلام كما هو معلوم لا يوافق على الصلب ولا على فكرة الاقانيم الثلاثة وورد في القرآن: «لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة»... أما الكنيسة فتعتبر أنّ الرسالة تمّت مع المسيح وحصل الخلاص مع الافتداء على الصليب. الحوار الحقيقي لا يرسخه سوى المتصوفة مثل الحلاج وهوأحد أساتذتي، وإبن العربي هذا الاوقيانوس المعرفي، ومولانا جلال الدين...
÷ وانت، أين أنت من هذا الحوار؟
} لا علاقة لي شخصيا بمثل هذه الحوارات. المشكلة لديّ محلولة. أؤمن بوحدة الاديان وبالحلولية أو وحدة الوجود كما يسميها المتصوفة. وبرأيي أن الايمان هو سبّاق للاديان، الايمان يجمع ويوحد أما الاديان فهي تفرق. تاريخ الاديان مضرج بالدم. وكفى. لو ندع الله يرتاح بعدما ارتكبنا ما لا يحصى من الجرائم باسمه. لو تلحد البشرية لفترة وتريح الله من عنفها. والله لن يزعل. لكنّ ما يربكني دوما هو صمت الله عن الحروب الدينية، صمته عن الشر، هو إله الخير التام. إنني أبحث عن أجوبة لهذا الصمت وأعتقد أن بعض الفرق الغنوصية (الباطنية ما قبل المسيحية وما بعدها) والمانوية وهي ديانة يجب إعادة اكتشافها، استطاعت أن تجد ما يشبه أجوبة عن سؤال الشر.
 المهم هو الايمان، هكذا أفهم مسيحيتي. لقد فضحنا المسيح وعرّانا بقدرته الفائقة على المحبة. المحبة المطلقة: من ضربك على خدك الايمن فدر له الايسر. اما الملحدون فإنني احترمهم، ولو شاء الله أن يفرض نفسه بوضوح تام لفعل، هو الذي سمح بالالحاد. أنا لا استطيع أن أكون ملحدا، إنني مشكك من حين الى آخر، لكنني أدرك ان داخل الانسان فسحة روحية هائلة، السماء بزرقتها هي في قلب الانسان.
÷ تتحدث عن نيتشه وكيف أثر فيك إعلانه موت الله في كتابه «هكذا تكلم زارادشت».
} عندما يقرأ طالب مؤمن في صف البكالوريا في مدرسة الاباء الرسل في جونيه، هذا الكتاب، فهو لا بد من أن يحدث فيه صدمة كبيرة. في البداية كرهت الكتاب على رغم إعجابي به وقد قرأته للمرة الاولى بترجمة فليكس فارس الناقصة، ثم اشتريت الترجمة الفرنسية وما زلت حتى الان اقرأ هذا الكتاب الرهيب الذي يكشف هوية نيتشه وافكاره المنتافيزيقية ولا سيما عداءه للمسيحية ودعواها الى التجرد ونكران الذات وتجاهل الملذات الدنيوية. كانت جملة موت الله قد عنت لي في ما عنت موت الاب الالهي بحسب ما تعلمت من المسيحية. كانت فكرة الاب السماوي بديعة في نظري وقد أخذت عن المسيح منذ الطفولة أن أسمي الله بالاب السماوي. وهذا كما اعتقد من أهم ما قال به المسيح. لم يكن لي أب على الارض فاستبدلته بكل براءة بالاب السماوي الذي اعتبره حقيقيا أكثر من الاب الارضي. هذا ما عبرت عنه في الكتاب، لكنني أتحدث أيضا عن كيفية تخلي الاب عن ابنه الذي هوالمسيح هنا وهو يحتضر على الصليب. وباختصار اعتبر نفسي مسيحيا مهرطقا وخارج الكنيسة، وانا أعتقد انّ المسيح هو إنسان حقيقي أمه مريم وأبوه الحقيقي هو يوسف وأعتبره شخصيا نبيا ومتصوفا وقائلا بالحلولية وقد سار نحو التألّه واعطاه الله ورفعه بفضل عظمته الروحية الى مصاف الابن وهو بدوره فتح أمام البشر امكانية أن يكونوا أبناء الله. هذا الكلام يحتاج الى نقاش طويل.

الرواية والشعر

÷ أعود الى «غرفة أبي» وأسألك لماذا اخترت أن تكتب الرواية أنت المعروف بكونك شاعراً. وبدا واضحا أنك بعد ديوانك «حياة معطلة» أصدرت روايتين ولم تصدر ديوانا؟ هل تركت الشعر؟

} لا لم أترك الشعر ولا استطيع أن أتركه حتى وإن مضت أعوام من دون أن أنشر شعرا. الشعر عمل هادئ جدا وبعيد عن صخب الحياة والعالم، إنه نتاج العزلة والعزلة الجوانية. هكذا أفهم الشعر. ولديّ الان ديوان شبه جاهز وانا أعاود النظر كثيرا في القصائد وغالبا لا انشر قصائد هنا وهناك، أفضّل دوما نشر ديوان كامل أسعى الى بنائه وإن بطريقة غير ظاهرة. الشعر هو الجهة العميقة فينا، الجهة السرية، إنه المعرفة بالحدس والمخيلة. وثمة أمور وافكار وقضايا لا يستوعبها الشعرأو هو غير مهيّأ أصلا لأن يستوعبها، لأنها أعنف منه وأشدّ صخبا. لذلك ألجأ الى النثر السردي او النص. إنني مولع جدا بالنثر وأعتبر ان حديقته واسعة جدا ومملوءة بالجماليات والالوان والاشكال... لقد نشأت أصلا في مدرسة النثر، وفيها تعلمت اصول الكتابة وأسرارها. ابراهيم اليازجي في ترجمته للكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد، أمين نخلة، جبران، امين الريحاني، خليل تقي الدين، توفيق يوسف عواد، مارون عبود، طه حسين، المنفلوطي، توفيق الحكيم، إبراهيم المازني وسواهم. ثم جاء شعراء النهضة الثانية بشعرهم ونثرهم على السواء: الياس ابو شبكة، احمد شوقي. صلاح لبكي، خليل مطران، المعالفة، الاخطل الصغير، سعيد عقل وسواهم. كان استاذ اللغة العربية يصرّ على أن نقرأ جيداً كتاب «كليلة ودمنة» ويقول لنا إن اسرار اللغة مخبأة عند ابن المقفع، وكان معجبا بـ«الايام» و«دعاء الكروان» لطه حسين وكلّ ترجمات المنفلوطي. وكان من شدة طابعه المحافظ يعتقد أن الانحطاط يبدأ مع لغة نجيب محفوظ. طبعاً بعد المدرسة انفتحت أمامي آفاق القراءة التي اعتبرها كما علمنا بارت، فعلاً إبداعياً بامتياز.
Bookmark and Share

No comments:

Post a Comment