Translate

Monday, September 9, 2013

القتل الرحيم، وموقف الكنيسة منه

  
 هذه العبارة هي ترجمة للمصطلح الفرنسي "Euthanasie" المشتقة من اليونانية "eu - thanatos".
 كانت هذه الكلمة في بداية القرن السابع عشر تعني تقبُّل الموت عندما يحين وقته، بموت عذب وهادئ.

 ولكن في القرن التاسع عشر اتخذ المصطلح معناً جديداً، ألا وهو وضع حدّ للحياة بطريقة إرادية بهدف تخفيف آلام المنازعين أو شفقة على حالة مرضية أصبحت لا تُطاق لا من المريض ولا ممن يُحيطون به، ولذا أصبح الحل الوحيد، بالنسبة للعديدين هو التدخل المباشر في قتل المريض.

وأصبح المعنى مطّاطياً ليعني طلب المريض نفسه في أن تُنهى حياته، مفضّلاً الموت على البقاء في حياة ألم وتعاسة وأخذ مؤخراً بعض المناضلين في سبيل القتل الرحيم استعمال شعارات غامضة ليُشيروا إلى الحقيقة نفسها: "الموت بكرامة" أو "احترام حق المريض في الموت".

واتسع مجال استعمال القتل الرحيم لدى النازيين ليشمل بالإضافة إلى المرضى المتألمين، جميع المتخلّفين عقلياً والمُعاقين جسدياً من الكهول والأطفال وجميع العاجزين عن إفادة الأمّة بسبب عيوب نفسية أو جسمية.

أنواع القتل الرحيم:
القتل الرحيم الإرادي المباشر: هو القيام بعمل يهدف قتل المريض شفقة عليه.
القتل الرحيم الإرادي غير المباشر: هو إهمال الواجب نحو المريض بغرض القتل.
القتل الرحيم غير الإرادي: هو تسبب الموت كنتيجة غير مباشرة لاستعمال أدوية ضرورية للعلاج أو تخفيف الألم.

تعليم الكنيسة حول القتل الرحيم:
تذكرنا الكنيسة دوماً أن كل شيء، وكل ما نملك، إنما هو عطية من الله تعالى. والحياة هي تلك الهبة الكبرى التي منحها الله للإنسان. وهي وديعة على الإنسان أن يؤدّي حساباً عنها. ولهذه الحياة كرامتها سواء أكان ذلك في مراحلها الأولى أم في مراحلها الأخيرة.

فأي رجل عاقل يعترف أن هذا لا يتعارض مع القانون الطبيعي والإلهي المكتوب في قلب كل إنسان وحسب بل إنه يُخالِف بوجه كل إنسانية حسّاسة ومتحضّرة
وقد أكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني من جديد معارضة الكنيسة للقتل الرحيم عندما عدّد مجموعة من المخالفات للكرامة الإنسانية بما في ذلك أيضا القتل، الإبادة الجماعية، الإجهاض، والانتحار المتعمّد. وقال آباء المجمع:" إن كل هذه التصرفات والعادات التي ذكرناها وما يشبهها هي في الواقع مشينة. فبينما تُفسِد الحضارة، تُلحق العار بالذين يتعاطونها أكثر مما تلحقه بضحاياها، كما وأنها وصمة عار أيضاً فظيعة لشرف الخالق"

إلا أن الكنيسة لا تعارض استعمال العلاجات التي تهدف إلى تخفيف الألم بصورة مباشرة، ولكن لها نتيجة ثانوية، وهو تجريد المريض من استعماله عقله أو حتى تقصير عمره. إن التأثير الجيد أي تسكين الألم هو المقصود وليس القتل أو تقصير الحياة.

وتعارض الكنيسة هؤلاء الذين يعتبرون حياة المحتضرين أو المعاقين أنواعاً منخفضة من الحياة، وتنادي بأن لكل حياة بشرية قيمة ذاتية في كل لحظة من لحظات الحياة. كما وتشجب الكنيسة تلك القوانين المدنية التي تُجيز القتل الرحيم في بعض البلدان.

وبدل القتل الرحيم تعلّم الكنيسة المغزى الخلاصي للألم لأن بإمكان كل إنسان، على مثال السيد المسيح، أن يحوِّل آلامه إلى فداء وإلى خلاص، إذا ما حَمَل صليبه مع معلمه الإلهي الذي عرف الألم واختبر الموت. كما أن الكنيسة تدعو الكهنة وذوي المحتضرين إلى مرافقتهم بالإصغاء والتفهُّم والصمت والصلاة.

No comments:

Post a Comment