Translate

Tuesday, March 4, 2014

مدنيات

بربارة نصّار ختمت بالأمل رحلة الألم والعَلَم


بربارة نصار مع أفراد عائلتها. (انترنت)
بربارة نصار مع أفراد عائلتها. (انترنت)
5 آذار 2014
رحلت بربارة نصار، الأم والمثال. 

انتفخ جسمها لا ورماً فحسب بل حباً ورحمة ودعاء.
المرأة الجبارة الملهمة دخلت عقولنا وقلوبنا، تأثّرنا وتوجّعنا وفرحنا معها. وللفرح مكان وسيع في خبرتها. بربارة نصار، الأربعينية، حملت سرطاناً تفشّى في جسدها ونهشه، غيّر كل شيء في حياة عائلتها المقدسة، إلا الجوهر.
الابتسامة رفيقتها الدائمة، 44 حبة دواء في اليوم وجواب بربارة: ابتسامة.
 350 ميلليغراماً من المورفين وجواب بربارة: ابتسامة.

 وإن لم تخلُ من صراخ وجع أحيانًا. وزوجها هاني - مثال أيضًا - تخلّى عن حياته لخدمتها وليعيش مع ابنتهما ليوني وابنهما ليونار أيّامًا جميلة برفقة والدتهما.
بربارة جالت في كل أرجاء لبنان ، 1655 مدينة وبلدة وقرية في كارافان لتشهد من خلال "رحلة العلم اللبناني" أن الحياة تستمرّ على رغم المرض والأوجاع. صعدت إلى أعلى قمّة في لبنان وأرسلت إلينا تحيّة. بقدرة هائلة استمدتها من إيمان عميق كانت تعرف بأن شفاءها مستحيل وعاشت سلامًا وإيمانًا قلبا الموازين: نحن المرضى وهي الشافية.
بطير الفينيق لقّبها محبّوها. الطير الذي يعيش خمسة دهور، محلّقاً في الأعالي، يموت بعدها، فينفض عنه الغبار ويقوم من الرّماد. ويا للمفارقة! فقد غادرت بعد خمس سنوات من الصراع الموجع. وستقوم من الرماد لا محال من خلال عائلتها الوفية، والجمعيّة التي حرصت على تأسيسها -"تجمّع مرضى السرطان وأهلهم في لبنان"- لترفع الصوت وتعرض مشكلات هائلة تواجه المريض وأهله، على أمل التمكن من توفير مساعدات له.
ملاكاً كانت بربارة نصار. والملاك يحمل رسالة، يوصلها، ويذهب. "إذا رحتي إنت شو بيبقى من الأنا؟" يسأل زوجها هاني في أغنية كتبها ولحّنها لها. يبقى الكثير. ولدان ملاكان، والد مثال، جمعيّة، صورة وذكرى. ورسالة أمل يحتاج إليها عالمنا البائس. وذكرى لبربارة نصار، نحبها.

No comments:

Post a Comment