Translate

Wednesday, December 4, 2013

بربارة نصّار الحاضرة بيننا، القديسة
أنتِ العيد لا تهشلي ... ابقي معنا !

 | تقرير جوليان الحاج

famille nassar
جوليان الحاج
هي ذي امرأة من بلادنا ليست مثل بقية الناس.
بربارة نصّار، الأم والمثال والحب، هكذا نعرفها. تحبّ لبنان وتتعلّق بترابه. تحبّ عائلتها وتحرص عليها. تحبّ الله وتتكّل عليه. وتشعّ أملًا ودعوة إلى كل منا لتأمّل وإعادة نظر.
بربارة نصار، لبنانية في العقد الرابع. دخلت دير الإبتداء لتترهبن . فضلت لاحقاً دعوة أخرى عاشتها بروح الرهبنة أيضا. إذ تزوّجت من هاني نصّار، لبناني في العقد الرابع من العمر، كان دخل الدير هو أيضا ودرس اللاهوت، كان لقاؤهما لقاء حياتين وديرين.    العائلة المقدسة ستتسع مع الإبنة ليوني(14 سنة) وشقيقها ليونار(13 سنة) .
berbara 2
في 19 كانون الأول 2009 ظهر سرطان خبيث في صدر بربارة وتفشّى في العظام وأدّى إلى أذى في الرقبة. تغيّرت بعد ذلك أشياء كثيرة في حياة العائلة إلا الجوهر.
ترفض بربارة كلّ الأقنعة وتحتفظ بالابتسامة، سلاحها الأقوى من مرض متقدّم جدًّا يجعل حالها أسوأ يومًا بعد يوم. لا مجال لشفائها طبّيًا، لكن بربارة لا تتساءل: لمَ أنا؟ لا تلوم الله وترميه بالتهم. مقتنعة قابلة راضية، قرّرت التعايش مع المرض و”تفوت باللعبة.” وفوق ذلك تشهد : “إذا شفيت فسأتعافى وحدي، إنما بشهادتي في المرض أنفخ حياة في نفوس كثيرة ميتة”.  أصبحت مثالًا لكثيرين يرددون بعد أن يعرفوها: ” تًحسد على إيمانها القوي وثقتها بالله . كلا المرض ليس عقاباً”.
عائلة نصّار زارت القديسين وقرعت أبواب السماء مستنجدةً. 4000 مؤمن صلّوا لبربارة يوم تطويب الأخ إسطفان نعمة. ولا معجزة إلا هي.
همّ بربارة الوحيد، ابنتها وابنها، تحرص على تربيتهما رغم ألمها ووجعها الدائمين. تعيش من أجلهما. ليوني وليونار يعرفان كل التفاصيل الطبية  عن والدتهما. ثم أنها  تعتبر نفسها محظوظة بزوج يحبّها واقف قربها على الدوام، هاني.  تخلّى عن حياته لخدمتها، صار الطباخ والمربّي وعامل التنظيف والطبيب النفسي وبقي الأب والحبيب.
bebraraa
المرض ينهش جسدها يجعلها غير قادرة إلّا على قليل من الحراك لكنها بابتسامتها وتفاؤلها تبعث حياة تفوق كل حياة وفرح. هي “حبيبة الجميع” في المستشفى. الممرضات يستمدن منها قوّة ويهرولن لخدمتها. الأطباء تفاجئهم قدرتها على التحمّل. ساعتان ونصف من تصوير الرنين الطبقي  الـIRM. 250 ميلليغراماً  من المورفين يوميًّا. 45 حبّة دواء. والوجع لا يتوقف ولا يهدأ.
رغم حالة بربارة الحرجة، إشترت العائلة  حافلة “كارافان” في تمّوز 2011 وأطلقت “رحلة العلم اللبناني.” حمل آل نصار علمًا لبنانيًا حجمه 10452 دسيمترًا مربعًا وجالوا في كلّ القرى والمدن اللبنانية ولا إستثناء.  حصلوا على تواقيع المختارين كافة  وقدّموا العلم إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. الهدف؟ التعبير عن وحدة الشّعب اللّبناني، ودعوة اللّبنانيّين إلى السّياحة في بلادهم ، والأهم: الشّهادة أنّ الإيمان بالله، إرادة الحياة ومحبّة لبنان، أقوى من نوازع الخضوع لمرض واخوف.
80 يومًا في الكارافان أمضتها العائلة ، تخللها دخول بربارة مراراً المستشفى.
في عيد زواج هاني وبربارة الخامس عشر، صعدت  بربارة إلى أعلى قمّة في لبنان، القرنة السوداء. شجاعة هذه المرأة لا توصف. إنها  ”طير الفينيق” على ما وصفها هاني وكتب لها أغنية بهذا العنوان. “لو عدت بالزمن إلى الوراء وكنت أعلم أننا سنعيش هذه التجربة الأليمة لاخترتك أنت شريكة لي، من دون تردّد”، قال.
لكن خلف الابتسامة والأمل الدائمين تختبئ معاناة هائلة . “جسمي مقطّع موصّل صار كالمنخل من حقن الإبر. أحتفل بالأعياد مع عائلتي كأنها آخر مرة” تقول بربارة بوعي روحي وذهني يفوق الوصف.
مشكلتها ليست مع مرض، بل مع دولة لبنانية عاجزة وتكلفة أدوية وعلاجات باهظة. لا مؤسسات تهتمّ بهذا النوع من المرضى. آلاف الدولارات تدفعها العائلة لقاء العلاج. وثمة مرضى آخرون فضّلوا الموت على تحمّل الجحيم المالية هذه. يقول هاني: “الله بيدبّر” أمّا الدولة  فطبعًا لا. لكن الرجل وزوجته يحضّران لإطلاق “تجمّع مرضى السرطان وأهلهم في لبنان”. تجمع يرفع الصوت ويعرض مشكلات هائلة تواجه المريض وأهله، على أمل أن يتمكن من توفير  مساعدات مادية للمرضى. 
 ينتظران “العلم والخبر” فيما الملفّ… في الجارور. “هاني دمّ عروقي” تقول بربارة باكية. القديسة بربارة تدعونا إلى تثمين قيمة الدم في عروقنا.
 لبربارة نصار في عيدها هذا الهتاف:  ” أنت العيد، لا تهشلي، ابقي معنا”.
لمعرفة المزيد عن بربارة نصار وعائلتها زوروا الروابط التالية:
فايسبوك: رحلة العلم اللبناني
           تجمّع مرضى السرطان وأهلهم في لبنان

No comments:

Post a Comment