Translate

Saturday, December 28, 2013

كيف عرفت الفصح


28 كانون الأول 2013
كل منا يهرب من حرج يدهمه ليسعى إلى فرح يتخيله في مكان ما في نفسه. كل يخاف الموت. ولكل منا موته ما عدا هذا الذي يخشاه في الأخير. لكن الأخير ينتظر أو نريده أن ينتظر. من يواجه؟ هذا فيه موت أو بعض من موت.

ننسج حياتنا كما يحلو لنا. قلما نرثها كما تنزل علينا. هذا مخيف. الخيال ليس يخيف. أن تواجه تعني أن ترث الله لأن الله الحقيقي هو في الآن. اخترعنا الأعياد لأننا نخشى الموت. حسن أن تستطيب الأعياد لأنك بها تضرب التفه الذي فيك، تنزل حلما إلى يومك، تحسب انك وارث الأبدية. هل الأبدية تعني لك خروجًا عن أيامك كما هي أم هي عمق أيامك إن كانت لك رؤية مؤمن؟
تستطيع أن تحول جرحك إلى مكان رجاء إذا كان لك في دمك فداء. كل دم مقبول على الرجاء فداء. خاليًا من الإحساس يكون من لا يقبل جرحه في الإيمان. من آمن هكذا يكون قد ارتضى نفسه في محبوبية الله. فإن لم تسعَ إلى ربك كل يوم تبقى في مصروعية العالم.
انت في عزلتك عن الوجود الحق لا تقدر على شيء. والعزلة هذه تعني عدم الحب. المحب في تطويق يعطيه ويأخذه. هو وحده ليس وحده. الناسك ليس معزولا إن كان قد تنزه. ونحن قائمون في جروحنا وجروح الآخرين. ليس من انسان منعزل حيا. الحي من قام من بين الأموات. لكنه قبل ذلك هو من هذه الأرض. لا يولد انسان قياميا. يصير كذلك من بعد موت.



مصيبتي مع بعض من المؤمنين أنهم يستطيبون الأعياد لأنها نازلة عليهم. لا يفهمون انها ليست بشيء ان لم يصنعوها، ان لم تنبت منهم. العيد لا يأتي اليك. يتدفق منك ان كنت يوما مع الله. ان لم تقبل الوجود كله لا تذوق الله. فتش عن الله في الوجود، في الألم، في انكسارك، في عزلتك. انه يشفي كل هذا. لا تكن فقط مع الطقوس فإن كنت لا تحب الإخوة لا يبقى لك شيء منها. ولكن لا تزدر الأعياد. هي قائمة في الفرح وفي الحزن بالقوة نفسها ان كنت تعرف ان تستطيبها. لا تحزن ان نزلت علينا الأعياد في أيام حزننا. لا شيء يغلب العيد فالعيد قيامة.



كل أهمية العيد انه يمكنك من الحب من ذاك الذي يضم الناس كلهم إلى الله واليك. معك وحدك ليس من ضم يكافئ النفس كلها. ليس من لقاء الا في انضمام الذات إلى الذات. الحياة الرتيبة قوقعة. الحياة الخارجة إلى كل حياة هي الوجود.



بالعيد تخترق التفه لكن الخوف أن تعيد لنفسك، ان تنغلق في حبها. العيد هو الآخرون الذين يقيمون معك الموسم والذين لا يقيمون. إذا ذهبت إلى الناس انوجدوا. الناس نيام. يخشون خطر الحب. أيقظهم في سبيل أنفسهم، لحياتهم. وقبل أن يفيقوا لا يستطيعون أن يحيوا. النوم يشبه الموت.


 «استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضيء لك المسيح». هذه هي صلواتنا.

لقد جاء العيد حتى لا ننام. أظن أن المسيح قام حتى لا يبقى أحد راقدًا. أن تعطي المسيح يعني أولا أن تعطي اليقظة. المسيح أراد ميلاده يقظةً لنا دائمة. هو أراد أن يشاهد التلاميذ آلامه لما أفاقهم من نومهم في البستان. لذلك كان آباء البرية عندنا يكافحون النوم.
كان أبي يوقظني صباح الفصح عند الساعة الثالثة لنصل إلى الكنيسة قبيل الرابعة. ما كان يقول هذا طفل. فالصلاة كانت تبدأ عندنا قبل حلول السحر، تأخذ قسطًا من أواخر الليل والصغار والكبار واحد في اليقظة. في كنيستي الناس كلهم كبار. والمؤمنون عندنا يحفظون الصلاة باللغة الفصحى بلا خطأ في التشكيل. استقامة الرأي تتطلب استقامة اللغة. كانت عندنا شرطًا للصلاة وشبه الأميين ما كنا نسمح لهم بالقراءة. كنا نحسب في بساطتنا أن الرب يريد لغةً سليمة. لست أعلم إذا كان الملائكة يفرحون بلغةٍ مكسورة.
أهل كنيستي كانوا يذهبون إلى أن القراءة الفصيحة جزء من الإيمان. إحساسهم البسيط أن هذا جزء من استقامة الرأي. وكان عارفو اللغة بيننا يصححون قراءة الضعفاء في أداء الصلاة. وإحساسهم كان أن هذا شرط من استقامة الرأي. هل كانوا يظنون أن سلامة اللغة من سلامة الإيمان؟ كان عند البسطاء إصرار على أن الأسقف أستاذ في العربية. انت مستقيم الرأي ومستقيم اللسان. الأشياء واحدة.

No comments:

Post a Comment