Translate

Tuesday, December 3, 2013


حال الإنسانية

4 كانون الأول 2013
تعليقاً على مقال المطران خضر ("النهار" 21 ايلول 2013) بعنوان "الشيخوخة والعتاقة"، نسأل: لماذا الناس في بلدنا ماديّون الى درجة الصنمية؟ في كل الاديان يعظوننا بالمحبة التي يوصي بها الله. ولكن لا احد يحاول تجربة نوعية هذه المحبة. عشنا الحروب اللبنانية والمذلات وضيق المعيشة ونحن نصبر، ونقول: "غداً سيكون أحسن". سيأتي يوم وتنتهي الحرب. لم يكن عند أحد من الناس ادنى فكرة ان نهاية الحرب بعيدة وستدخل عليها حروب اخرى بكل عناصر الهدم الاخلاقي والتربوي والاقتصادي وآداب المعاشرة "Savoir Vivre" وتصاعدت قيمة الشتيمة لتتدنى قيمة الانسان واضمحلت الانسانية. هكذا مثلما جرى لـ"فوعة" الدولار الاميركي مقابل الليرة اللنانية. منذ عقود، ونحن ننتظر لأن الامر ليس بيدنا. وقد نسينا أننا شخنا وأن مجالات الحياة اصبحت قليلة لنا. نمنا لنستفيق على تعريب الناس مثلما يعربون "كومة من التفاح أو البطاطا". نعم كبار السن يُستبعدون عن كل شيء. عن السهرات، عن التفسح. عن السؤال عنهم ليشعروا بالحياة.

كبار السن بين ليلة وضحاها يهدد تاريخ نضالهم وتمحى معه تعابير وجوههم حَمَلة عقلية قديمة لا تتماشَى مع الحياة العصرية التحررية حيث عمّت المُساكنات اغلب العائلات والطبقات وهجر الازواج والزوجات بيوتهم بعد سنوات كثيرة من العيش معاً وتأسيس عائلة، بحجة لم يعد لديهم طاقة للاحتمال، تاركين اولاداً كل ذنبهم ان الله اختارهم هدية لهؤلاء العائلات. إن اعتبرنا الدعاية التي نراها على التلفزيون " كل سنة في ولد بيخسر اهلو وبيخسر معن الروحة عالمدرسة" فنجد ان العدد الاكبر هم من يخسرون اخلاقية اهاليهم ليخسروا معهم كل معنى قيّم للحياة.

قال المطران خضر "الانسان لا يعتق". صحيح، هو لا يعتق انما المجتمع اللبناني العتيد الخالي من الانسانية "يحسسه" بأنه اصبح عتيقاً وغير مؤهل لاي شيء.

No comments:

Post a Comment